داء الجلد العقدي الكتيل عند الابقار
التعريف بالمرض:
التهاب الجلد العقدي مرض جلدي فيروسي معدي خطير يصيب الأبقار ينتقل بشكل أساسي عن طريق لدغ الحشرات ويتميز إكلينيكياً بالحمى والظهور المفاجئ لعقد على معظم أنحاء جلد الحيوان تقريبا مع التهاب الأوعية الليمفاوية وأوديما بالأرجل ومقدمة الصدر. دورة المرض الطويلة تسبب إهدار متصاعد لحالة الحيوانات المصابة مثل الهزال وانخفاض إنتاج اللبن وكذلك العقم والإجهاض كما يسبب تلف الجلود.
تاريخ المرض وتواجده:
مرض الجلد العقدي ظهر للمرة الأولى في زامبيا عام 1929 ثم واصل انتشاره في القارة الأفريقية جنوباً في زيمبابوي ثم في جنوب أفريقيا ثم في كينيا ثم اتجه شمالاً حيث ظهر في السودان عام 1970 و ظهر للمرة الأولى في مصر عام 1988 في محافظتي السويس والإسماعيلية وامتد انتشاره خارج إفريقيا فظهر في الكويت عام 1986 وفى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1989.
المرض انتشر و توطن في معظم أنحاء القارة الأفريقية بما فيها مصر وفى بعض أقطار الشرق الأوسط مثل الكويت و الأراضي الفلسطينية المحتلة ولم يثبت وجودة في أي منطقه أخرى بالعالم.
مسبب المرض:
فيروس الجلد العقدي ينتمي إلى جنس جدري الأغنام والماعز ويشبه إلى حد كبير فيروس جدري الأغنام والماعز مصليا ومن حيث التأثيرات الباثولوجية على المزارع النسيجية كما توجد حماية مناعية متبادلة بين فيروسات جدري الأغنام والماعز وفيروسات الجلد العقدي.
فيروس الجلد العقدي يقاوم الحرارة والمؤثرات البيئية إلى حد ما ويمكنه البقاء حياً في القشور الجافة للآفات الجلدية وفى الجلود المملحة لفترة طويلة قد تصل إلى 33 يوم. يتأثر الفيروس بالإيثير والكلوروفورم و الفيروس حساس للمطهرات الآتية: محلول هيدروكسيد الصوديوم 2 % ومحلول كربونات الصوديوم 4 % والفورمالين 2 % والليزول 2 %.
مصادر وطرق نقل العدوى:
ينتقل المرض عن طريق لدغ الحشرات مثل الذباب والناموس كما أن بعض الحشرات الأخرى يمكنها نقل المرض ميكانيكاً ومن غير الشائع انتقال المرض عن طريق التجاور المباشر أو الماء و الأعلاف رغم تواجد الفيروس في الافرازات الأنفية والدمعية وفى اللعاب والسائل المنوي كما في الآفات الجلدية
العوائل:
يعتقد أن الأبقار هي العائل الطبيعي الوحيد الذي يتعرض لإصابات شديدة والإصابة تكون أكثر شده و مصحوبة بنسب تفوق أعلى بين العجول حيث يظهر المرض بصورته النمطية غالبا و الأوبئة عادة ما تحدث في موسم انتشار الحشرات.
أعراض المرض:
فترة الحضانة في الأبقار تتراوح فيما بين 2 – 4 أسابيع و نسبة الإصابة تتراوح فيما بين 5 – 50 % ونسبة النفوق منخفضة أقصاها 10 % و دورة المرض طويلة تتراوح فيما بين 5 -7 أسابيع.
يتميز المرض بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة 40– 41م قد يستمر لمدة 14 يوم وغالبا ما يكون ذو مرحلتين ويصحب ذلك الامتناع عن الأكل و تظهر عقد جلدية بعد بداية المرحلة الثانية من الحمى أسفل الشرج والأعضاء التناسلية والضرع وقد يمتد ليشمل معظم أنحاء جسم الحيوان.
هذه العقد قد تختفي لتظهر في أماكن أخرى من جسم الحيوان أو تستمر وغالبا ما يحدث تنكرز لمناطق الجلد شديدة الإصابة حيث تسقط هذه الأجزاء مخلفه قرح مفتوحة عالية الحواف يطلق عليها “Sit fast” والتي تتحول إلى قشور جافه في غضون 2 – 3 أسابيع مالم تتعقد هذه الآفات ببكتريا التقيح.
يتميز المرض أيضا بالتهاب الأوعية اللمفاوية كما يتسبب المرض في ظهور خذب مؤلم ومستمر في قائمة أو أكثر من قوائم الحيوان ومقدم الصدر وربما الرأس والأعضاء التناسلية.
كذلك يسبب المرض بؤر تنكرزية بيضاء مفلطحة أو بارزة كما يسبب تآكل في الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي والجزء العلوي من الجهاز التنفسي وكذلك العين مسببا سيلان اللعاب بشدة وظهور إفرازات أنفية ودمعية والتهاب ملتحمة وقرنية العين وأحيانا يسبب تنفس شخيري.
يظهر على الحيوان الخمول ويفقد جزء كبير من وزنه وينخفض إنتاج اللبن وقد يتوقف تماما.
الأبقار العشار قد يحدث لها إجهاض مع ظهور الآفات الجلدية على الجنين.
هنالك بعض المضاعفات التي قد تحدث مثل الإسهال أو العرج أو التهاب رئوي مميت أو الإجهاض الذي يعقبه عدم الشيوع وكذلك العقم في الذكور لمدة 4 – 6 شهور وقد تسبب الآفات في انسداد المسالك التنفسية مما قد يفضى إلى الموت خاصة في العجول.
الصفة التشريحية:
أفات الجلد العقدية تشمل الأنسجة تحت الجلد وأحيانا العضلات المجاورة وقد تمتد للبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية والرئتين والكرش والمعدة الغديه وكذلك جدار الرحم.
قد تظهر كتل لينة لونها أصفر رمادي من الأنسجة المتنكرزة المتقرحة علي الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي والجزء العلوي من الجهاز التنفسي.
التشخيص:
مرض الجلد العقدي يمكن الاشتباه به من نموذجه الوبائي وأعراضه والآفات الجلدية العقدية المميزة المصحوبة بأعراض جهازية في الأبقار مختلفة الأعمار دون بقية الحيوانات كما لا يؤثر على سير المرض أي عقاقير أو مضادات حيوية.
العينات اللازمة للفحص المخبري:
لعزل الفيروس يتم أخذ آفات جلدية وغدد ليمفاوية مجمدة أو يتم تعليقها في وسط حافظ ومضادات حيوية أو في الجليسرول المعادل وكذلك المسحات الأنفيه.
يتم جمع زوج من عينات المصل، الأولى خلال أول يومين من الحمى والثانية بعد أسبوعين لعمل الاختبارات المصلية.
للفحص الهيستوباثولوجى يتم جمع أجزاء من العقد الجلدية ومن العقد الليمفاوية في معلق من محلول الفورمالين المعادل 15 %.
يتم التشخيص المخبري بعزل الفيروس على أجنة بيض الدجاج أو المزارع النسجية والذي يسبب تأثيرات باثولوجية على الخلايا وظهور أجسام ضمينة بالستيوبلازما يمكن رصدها بالفحص الهستوباثولوجى، كما يمكن فحص العقد الجلدية بالميكروسكوب الإليكتروني، كما يمكن رصد التحول في مستوى الأجسام المضادة بالاختبار الفلورسنتى أو اختبار التعادل المصلى ولكن قد يحدث تداخل مناعي مع أي من فيروسات الجدري الأخرى
وتصنيف الفيروس نوعياً يحتاج إلى التقنيات المناعية الحديثة. كما يمكن تحت إجراءات حجر مشددة حقن العجول بمستخلص الآفات الجلدية حيث تظهر الأعراض عليها و يعزل الفيروس منها.
التشخيص المقارن: قد يحدث خلط في التشخيص بين المرض في مراحله الأولى أو في الحالات المعتدلة منه مع التهاب الجلد العقدي الكاذب مما يستوجب عزل الفيروس مخبريا ولكن التهاب الجلد العقدي الكاذب غالبا ما يكون حميد وأقل حده والآفات الجلدية أكثر شيوعا على الضرع والحلمات ويشمل فقط الطبقة السطحية من الجلد ويحدث لها تنكرز وانكماش وأحيانا يحدث لها التئام دون أن تخلف ندوب على الجلد. كما يجب تمييز المرض من حالات الحساسية و التهاب الجلد الأوديمي والتحسُس الضوئي وأيضا من جدري الأبقار والتهابات الجلد الفطرية وكذلك من حالات الإصابة بالهيبودرما.
المناعة:
يعتقد أن معظم الأبقار التي تشفى من المرض تكتسب مناعة قوية والعجول التي تتناول السرسوب من أمهات مطعمة تقاوم العدوى لعدة أشهر.
العلاج:
يجب إبلاغ أقرب إدارة بيطرية عن أي أصابه يشتبه بها لكي يتسنى للجهات المسئولة اتخاذ الإجراءات اللازمة، والمرض ليس له علاج نوعى خاص به ولكن المضادات الحيوية تحد من المضاعفات البكتيرية، هذا إلى جانب العلاج العرضي و الداعم.
يمكن المعالجة العرضية باستخدام ما يلي :
مع مراعاه اشراف الطبيب البيطري المختص على خطة العلاج و اختيار الافضل و المناسب مما سيرد:
- استخدام الاضافات العلفية (نيوميتال – نيوميتالفيت) مع الخلطات العلفية بمعدل 3 كغ لكل طن.
- حقن ملتي فيت.
- حقن أكديفيت.
- استخدام ماكسيفور بلس مع مياه الشرب.
- استخدام ديمالجين كخافض للحرارة.
- استخدام مضاد حيوي عام (ديمابن) من اجل الوقاية من الاصابة بالالتهابات الثانوية.
طرق التحكم والسيطرة على المرض:
في البلاد التي يتوطن بها المرض يتم اتخاذ العديد من التدابير للحد من تواجد وخسائر المرض:
الحيوانات المشكوك في إصابتها يجب عزلها في حظائر محمية من الحشرات وتطعيم الحيوانات المخالطة والمجاورة.
التخلص الصحي من جثث الحيوانات النافقة والجلود المصابة بالحرق أو بالدفن للحد من انتشار العدوى.
رش الحيوانات بالمبيدات الحشرية الفعالة وتطهير الحظائر بمحلول هيدروكسيد الصوديوم 2 %.
السائل المنوي يجب أن يجمع من طلائق خالية من العدوى وبدون أعراض لمدة لا تقل عن 28 يوم بعد التجميع.
تطعم كل الأبقار التي تزيد في العمر عن 6 شهور مما يعطيها مناعة لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات، وهنالك نوعان من اللقاح يمكن الاعتماد عليهما وهما: لقاح فيروس الجلد العقدي الحي المضعف وهو لقاح مؤثر ويحقن تحت جلد الأبقار و لقاح جدري الأغنام المضعف والذي يستخدم بكفاءة في الوقاية من فيروس التهاب الجلد العقدي ولكن لا يجب استخدامه إلا في البلاد التي يتوطن فيها مرض جدري الأغنام والماعز.
في البلاد الخالية من المرض يتم اتخاذ العديد من التدابير للحيلولة دون دخول المرض:
منع استيراد جميع حيوانات المزرعة والحيوانات البرية خاصة الماشية وكذلك السائل المنوي من الدول التي يتوطن بها المرض.
الحيوانات المستوردة يجب أن تبقى قيد الحجر والمتابعة البيطرية لمدة لا تقل عن 28 يوم.
الدكتور محمد المسالمه