التجفــاف في الحيوانات (Dehydration In Animals)

174

التجفاف ويعبر عنه أيضاً بتوازن الماء السلبي في العضوية، وهو حالة طارئة تتميز باضطراب في توازن الماء والكهارل، حيث تكون نسبة فقدان السوائل وبعض الكهارل (وفقاً لطبيعة التجفاف) من العضوية تفوق نسبة تناولها و إمداد العضوية بها من دون أن يطرأ أي تعديل على نشاط الآليات التعويضية، ويترافق ذلك بتدني حجم الدم الدائر، و زيادة لزوجته، و صعوبة حركته داخل الشبكة الوعائية، و على الرغم من الدور الهام للآليات التعويضية التي تسهم في المحافظة على توازن الماء والشوارد في العضوية، إلا أن التجفاف من الشائع مصادفته عند الحيوانات.

الأســباب:

  •  الفشل في تناول الماء :

حرمان الحيوان المطلق أو النسبي من ماء الشرب لفترة طويلة، أو تحديد كمية الماء المقدمة يومياً ما يسبب العطش الذي يؤدي إلى ارتفاع تناضحية البلازما و التجفاف، و هذا مايمكن حدوثه تحت تأثير ظروف طارئة كنقل الحيوانات إلى مسافات بعيدة بوسائل نقل ضيقة، و في جو مرتفع الحرارة دون أن يقدم إليها الماء أثناء الرحلة بين الحين و الآخر.

تعرض الحيوان لإصابات مرضية طارئة كانسداد البلعوم أو شلله، أوالمريء الحاد (الغصص) ، الذي يسبب حرمان العضوية من قسط كبير من الماء، ومن اللعاب الذي يسيل خارج الفم بسبب صعوبة أو تعذر عملية البلع.

بقرة يسيل لعابها cow-with-tongue-field

  • الفقدان المفرط للسوائل :

1- فشل المعاوضة للسوائل المفقودة مع استمرار فقدانها الغزير من العضوية، و هذا ما يحدث في الإسهال الشديد المعند، و التقيؤ المديد، و التعرق الغزير بسبب الإجهاد، و فرط التبول كالذي يحدث في الداء السكري، والبيلة التفهة (السكري الكاذب)، لذا فإن الآلية التعويضية الأساسية تتضمن إثارة شعور العطش لدى الحيوان، و بضرورة تناول كميات إضافية من الماء من أجل المعاوضة و الحد من التجفاف.

2- فقدان كميات كبيرة من البلازما الدموية، أو احتباس السوائل ضمن بعض الأجواف الطبيعية ضمن  العضوية في الحالات المرضية التالية :

  • النزيف الذي يسبب تجفافاً خطيراً
  • تمدد الكرش الحاد بالتهام كميات مفرطة من الكربوهيدرات أو الحبوب، و تلبك الورقية الحاد، و انزياح الأنفحة و لاسيما نحو اليمين و انفتالها أو تقرحهاعند المجترات.
  • تمدد المعدة الحاد، و انزياح أو انسداد الأمعاء، أو انحشارها الحاد عند الخيل، و التهاب الصفاق الارتشاحي.
  • تعرض الحيوان للحروق المنتشرة و العميقة، أو للجروح المرتشحة واسعة المساحة .

3- انخفاض كفاءة الكليتين في عملية تركيز البول، و هذا ما ينجم عن القصور الكلوي المزمن.

4 – الأخماج التي تترافق بالحمى، و حالات التسمم التي تترافق بالارتعاش العضلي، و اللهاث، و فرط التهوية الرئوية، و التعرق الغزير، و حالات التسمم الدموي تقلّل من شعور الحيوان بالعطش و زيادة التجفاف.

5- تقديم عليقة غنية بالبروتين أو بالكربوهيدرات، و فقيرة بالأعلاف الخضراء مع نقص في كمية ماء الشرب، علماً بأن كل/1/كغ علف مركز يحتاج إلى /3-6/ل ماء وفقاً لنوع الحيوان، ولاسيما إذا كانت درجة حرارة الوسط المحيط مرتفعة.

 6- الخطأ في معالجة التجفاف، حين حقن محاليل عالية التوتر الحلولي بقصد معالجة التجفاف.

و يتصف التجفاف الناجم عن فقدان كمية كبيرة من الدم أو البلازما (نزيف حاد – حروق منتشرة) بأنه أشد خطورة لما يسببه من فقدان للماء والكهارل+Na وCl بنسبة متساوية، أي ما يعادل/140-150/ميللي مول/ل من الصوديوم و البوتاسيوم لكل ليتر من حجم الماء المفقود.

و تجب الإشارة إلى أن التجفاف عند المواليد يكون أشد خطورة منه عند الحيوانات البالغة, ذلك أن محتوى الماء النسبي في عضويتها في الحالة الطبيعية مرتفع تشكل نسبته نحو 87%، إلا أن هذه النسبة تنخفض إلى نحو 76% أو أقل في حالة الإسهال.

ويقسم التجفاف من حيث التناضحية إلى ثلاثة نماذج:

1- التجفاف عالي التوتر(الأزمولية) Hypertonic dehydration

و هو التجفاف الحقيقي، إلا أنه غير شائع، و يحدث في حالة حرمان الحيوان المطلق من الماء لفترة غير قصيرة، و في الإصابة بالمشاكل الهضمية الحادة. و يحدث عندما يكون فقدان السوائل يفوق فقدان الكهارل +Na و+K ، و هذا يؤدي إلى حالة فرط صوديوم في الدم.

2-  التجفاف متعادل التوتر(الأزمولية) Isotonic dehydration

يحدث عندما يكون الفقدان متساوياً من الكهارل و السوائل معاً، و إن كلاً من التجفاف بسبب الإسهال الحاد في مرحلته المبكرة، أو التعرق الغزير، و النزيف، و الحروق العميقة المنتشرة لهي نماذج جيدة لهذا النوع من التجفاف.

3-  التجفاف منخفض التوتر(الأزمولية) Hypotonic   dehydration

يحدث عندما يكون فقدان شوارد K+ و+Na  يفوق فقدان الماء من العضوية، ويحدث في الإسهالات المعندة، كما في الإصابة بالسالمونيللا، و تعرض الحيوان للإجهاد الحراري، والتعرق الغزير.

الأعـــراض الإكلينيكية :

 تبدأ علامات التجفاف:

بالونى، وتتدنى الشهية، وفقدان في الوزن الحي، شعور الحيوان بالعطش ويكون شديداً في التجفاف الأولي مرتفع التوتر، يحدث انخفاض في إنتاج الحليب، عندما يكون حرمان الحيوان من الماء حرماناً مطلقاً، و ترفع حروري. أما في التجفاف الثانوي لالتهاب معوي حاد بالسالمونيللا، أو للإجهاد الشديد، فإن أهم ما يحدث هو فقدان تدريجي من  السوائل و اضطراب توازن الشوارد، مع غياب الرغبة في طلب الماء، نظراً لأن التجفاف في هذه الحالة يكون منخفض التوتر.

ترفض خيول سباق التحمل الماء بسبب الإجهاد الذي يسبب تجفافاً متعادل التوتر، لذا يصبح من الضروري إعطاء الأمصال باللي المعدي أو بالحقن الوريدي أوعن طريق المستقيم.

 

في التجفاف الشديد يفقد الجلد لمعانه و بريقه الطبيعي، كما تضعف مرونته فيبدو جافاً و متجعداً، ولدى قرصه وإحداث طية فيه في منطقة الرقبة فإن طية الجلد تعود إلى حالها الطبيعي ببطء بعد نحو/6-12/ثانية عند فقدان 9- 10% من السوائل، وبعد/20-45 /ثانية في التجفاف الناجم عن فقدان 10-12% من سوائل الجسم، وجفاف المخاطيات، ولا يلاحظ غور العينين.

 

يتناقص حجم البول المطروح خلال/24/سا بسبب التعبئة العظمى لهرمون ADH، ويكون ذلك أشد وضوحاً عند المواليد، حيث تنخفض درجة حرارتها، ويلاحظ التثبيط الذهني، وفقدان في الوزن، وونى عضلي، وفقدان الشهية

وعند الأبقار تبدو العيون غائرة بدرجات متفاوتة، ويبدو هذا العرض أكثر وضوحاً عند المواليد، يصبح الدم لزجاً، فتزداد قوة ضربات القلب، ويسمع لحن انقباضي نوعي للتجفاف. وعندما يشتد التجفاف فإن ثمة أعراضاً عصبية حادة تتطور عند الحيوان المصاب تتمثل بفرط التنبه العصبي، والاختلاج العضلي الرمعي، ثم الإغماء، وتبرد نهايات القوائم، وقد تنتهي الحالة بالخمود، ثم النفوق.


المعـــالجة:

تهدف المعالجة إلى تصحيح نقص السوائل، وتأمين إعادتها إلى حجمها الطبيعي، واستتباب الكهارل النوعي، وتصحيح تناضحية البلازما، واستعادة التوازن الحمض – القلوي. وتبنى المعالجة على أساس نسبة التجفاف، وطبيعة المسبب الذي ينجم عنه إما التجفاف عالي التوتر، أوالتجفاف متعادل التوتر، أو التجفاف منخفض التوتر، وتحدد كمية السوائل اللازم حقنها وفقاً للعلاقة التالية: وزن الحيوان الحي * نسبة التجفاف/ 100

مثال:

فإذا كان وزن الحيوان/50/كغ ونسبة التجفاف لديه 10% فيكون احتياجه من السوائل كالتالي: في الساعة الأولى، ثم يحقن/6-8/ل خلال/8- 10/الساعات التالية. وتقدرالجرعة بـ/10/مل/كغ من وزن الحيوان/سا في الحالات الخفيفة، وبـ/50-80/مل/كغ وزن في الحالات المتوسطة، أما في الحالات الحادة فالجرعة منها يجب ألاّ تقل عن/80-120/مل/كغ وزن حي.

1- المصل الفيزيولوجي المختلط مع 5% محلول سكري: Dextrose-Saline Sol.

يحقق هذا المحلول حلولية تعادل الضغط الحلولي لسوائل العضوية بما يحويه من الغليكوز، ويوصف في التجفاف عالي التوتر غير المترافق بضياع الشوارد.

2- المحلول الملحي المتعادل: التوتر أو التناضحية  يساعد في تمديد حجم الدم الدائر.

3- محلول رنجر: يضم هذا المحلول في تركيبه شوارد الصوديوم Na+بتركيز/130/ميللي مول/ل، والبوتاسيومK+ بتركيز/4/ميللي مول/ل، والكلورCl- بتركيز/109/ميللي مول/ل والكالسيوم  Ca++ بتركيز/3/ميللي مول/ل أي بتراكيز تماثل تراكيزها ضمن السائل خارج الخلوي.

4- محلول هارتمان : Hartmann’s  solution  وهو محلول رنجر نفسه، إلا أنه مضاف إليه اللاكتات، يفيد في حالة القلاء، والتجفاف منخفض التوتر.

5- محلول دارو:Darrow’s solution  مفيد في معالجة التجفاف المترافق بعوز شاردة البوتاسيوم في الدم ولاسيما في حالة البقرة الراقدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.