عسر الهضم بإصابة العصب المبهم

428

Vagal  indigestion , Hoflund,s syndrome,

أبقار تأكل مرض غذائي استقلابي للابقار

عسر الهضم بإصابة العصب المبهم أو ما يدعى بمتلازمة هوفلند – مجموعة من الاضطرابات الحركية العصبية – تحدث في جدار المعد الأمامية والأنفحة بسبب الآفات المرضية التي تلحق بالضرر ببعض فروع هذا العصب المغذية لها، وتتميز بعرقلة تدفق المحتويات عبر الفتحة الشبكية – الورقية نتيجة إما لعدم ارتخائها achalasia فيحدث ما يسمى بالتضيق الوظيفي الأمامي، أو لتعذر انتقال المحتويات عبر عاصرة البواب نتيجة لتضيقها الوظيفي أو لارتخائها، ويحدث التضيق الوظيفي الخلفي، لذا يطلق أيضاً على هذه الحالة أحياناً عسر الهضم عصبي انسدادي.

أسباب التي تؤدي إلى عسر الهضم بإصابة العصب المبهم:

  • المضاعفات الناجمة عن الالتهاب الشبكي– الصفاقي الرضحي التي تتمثل بالتصاقات الشبكية مع الأحشاء المجاورة ما يسبب أذيات في البعض من فروع العصب المبهم نتيجة للضغط عليها واضطراب وظيفتها والذي يعد من أكثر الأسباب شيوعاً لهذه المتلازمة بما يخلفه من مشاكل التهابية، وندبات نسيجية، والتصاقات من شأنها أن تضغط على فروع هذا العصب الذي يتفرع فوق الجدار الأمامي الأنسي للشبكية إلى فرعين الظهري والبطني، وتتضمن أليافه العصبية نوعين الأعصاب حسية وتشكل نسبتها نحو90%، وحركية بنسبة 10% لذا فإن للتأثير الحسي الدور الأهم في حدوث وتطور هذه المتلازمة، وإن تأذي الفرع الظهري لهذا العصب يفضي إلى حالة اللاارتخائية للفتحة ما بين الشبكية والورقية، فيحدث ما يسمى بالتضيق الأمامي الذي ينجم عنه إعاقة أو بطء في تدفق المحتويات من الشبكية نحو الورقية، وبالتالي تمدد حجم الكرش، وقد تتطور الحالة بسبب ظهور خراج في جدار الشبكية، أو ورم وعائي دموي، أو خراج في الكبد. أما إذا كان التأثير الضار في الفرع البطني من العصب المذكور فيحدث حالة اللاارتخائية وانسداد في عاصرة البواب، وهو أشد خطراً من التضيق الأمامي، الأمر الذي يؤدي إلى تعذر تدفق المحتويات من الأنفحة عبر البواب نحو الإثنى عشر ما يسبب تلبكها.
  • وقد يكون السبب انتشار الآفات الناجمة عن الإصابة بالعصيات الشعّية  أحياناً، وقد يحدثُ تليف أو جسوء للجدار الأمامي الأنسي للشبكية، حيث تنتشر عليه مستقبلات فروع العصب المبهم فيؤثر ذلك في منعكساته، وقد السبب ما يحدث من مضاعفات للتدخل الجراحي لإنزياح الأنفحة اليميني. تصيب هذه الحالة المرضية الأبقار بالدرجة الأولى، ثم يليها الجواميس، ثم الأغنام بصورة نادرة.

الأعـراض الإكلينيكية :

يبدأ المرض بصورة كامنة، ويدوم من أيام حتى أسابيع عدة، وتأخذ الإصابة نموذجين إكلينيكيين يشتركان مع بعضمها ببعض الأعراض العامة، وينفرد كل نموذج بأعراضه الخاصة والمميزة .

النموذج الأول قصور(فشل) الورقية في نقل المحتويات:

وهو الشكل النموذجي والأكثر شيوعاً يتميز بتمدد الكرش،  ويلاحظ تدني الشهية حتى درجة غيابها، وتتوقف عملية الإجترار، يرافق ذلك ضياع في الوزن الحي للحيوان. يظهر البطن متمدداً بالمحتويات الرغوية وهابطاً على الرغم من أن الحيوان بحالة قهم، وعند وقوف الفاحص خلف الحيوان ويمن النظر إلى الخاصرتين فيشاهد عدم تناظر بين الخاصرة اليمنى واليسرى ويدعى شكل البطن “papple” ، حيث يظهر محيط البطن الأيسر متمدداً وبارزاً باتجاه الأعلى على شكل نصف تفاحة، أما محيط البطن الأيمن فيأخذ شكل نصف الإجاصة، لذا فإن شكل الكرش يبدو على شكل حرف L.

appel anatomy

وبالمشاهدة أيضاً يلاحظ على جدار البطن الأيسر تموّج ripples مستمر باتجاه الأعلى والأسفل وبمعدل /6-4/موجات/د. أما بالجس على حفرة الجوع اليسرى  يُشعر بفرط النشاط الحركي للكرش ليبلغ عدد تقلصاته نحو/8-12/حركة في الدقيقتين، فيغيب التطبق الطبيعي Stratificationللمحتويات ما يزيد من شدة النفاخ الرغوي الذي لايستجيب للمعالجة التقليدية، ولدى القيام بالجس المستقيمي يكشف عن خلوه من الروث أويكون حاوياً على كمية قليلة منه وذو قوام معجوني يشبه العصيدة، مع ندرة طرحه، ويظهر فيه جزيئات من الغذاء غير المهضومة، ورائحته كريهة، قاسي القوام، وقد يسبق ذلك إسهال مائي عابر ثم يزول تلقائياً، لاينقطع الحيوان عن شرب الماء، إلا أن امتصاصه عبر جدار الكرش يكون ضعيفاً، فيحتبس ضمنه، ويتطور التجفاف الخفيف.

أما بالإصغاء إلى الكرش فيكشف عن غياب الأصوات الفيزيولوجية أو بالكاد أن تسمع بسبب غياب التطبق، كما يكشف عن تباطؤ في ضربات القلب إلى أقل من/60-40/د، وتسمع أصواته مصحوبة بأزيز ترخيمي انقباضي، ولاسيما أثناء الشهيق نتيجة للتجفاف .

النموذج الثاني:إخفاق وظيفة التدفق عبر البواب:

يحدث فشل في جريان المحتويات عبر عاصرة البواب مايسبب تراكمها ضمن الورقية والأنفحة، يحدث النفاخ أوتمدد الكرش، وونى في نشاطه الحركي، ويكشف الجس عن قوام سائل للمحتويات، ويندر طرح الروث، ويظهر بلون أسود ، وبقوام لزج على شكل معجون رائحته كريهة، ممزوجاً بالمخاط أحياناً، تظهر من الجهة اليمنى علامات تدل على تلبك الأنفحة، فيسمع صدى رنان مع صوت خض السوائل، وقد لوحظ التقيؤ في بعض الحالات، والجس المستقيمي يكشف عن تمددها، وتكثر مصادفة مثل هذه الحالة في مرحلة الحمل المتقدم، وقد يعيق الحمل المتقدم عملية الجس، لذا أطلق بعض الباحثين على هذا النموذج بعسر الهضم بالحمل المتقدم ويصبح الحيوان شرساً وقلقاً، بسبب توتر الأنفحة والألم، يرتفع معدل ضربات القلب، يرقد على الأرض ويصبح زاحفاً، وقد تتمزق الأنفحة ويحدث النفوق المفاجئ خلال ساعات قليلة.

الدكتور : عدنان الدقة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.