السيلاج
مقدمة: تزداد أهمية تصنيع المواد العلفية في مزارع تربية الحيوان يوماً بعد يوم بتطور اساليب التربية الحديثة، وينمو الأهتمام من قبل جميع الدول في تنمية وتحويل المادة النباتية بشكل عام إلى منتج حيواني للاستهلاك البشري مثل (البروتين الحيواني في اللحوم المختلفة ، البيض، الحليب و غيرها) و بزيادة الاهتمام بإنتاج المادة الخضراء كعلف للحيوانات المنتجة أيضاً الأهتمام بكيفية انتاج الكميات من الدونم الواحد تحت الظروف الحديثة والأساليب الزراعية المتقدمة مثل اساليب الري الحديثة، عمليات التسميد، عمليات الحصاد و طرق الحش و الجمع و النقل أيضاً و كذلك عمليات التخزين والحفظ مع المحاولة في تجاوز عمليات الفقد التي قد تحصل خلال كل هذه العمليات المذكورة.
إنّ نشر الوعي والأهتمام بتصنيع المادة الخضراء إلى مادة السيلاج ضروري جداً في ظروف بلادنا العربية نظراً للظروف الموسمية المطرية الراهنة للحصول على هذه المادة في السنين المطرية الجيدة لتكون كمخزون استرتيجي للسنين القاحلة و محاولة لتأمين المزرعة المتخصصة بتربية الحيوان على مدار السنة الأنتاجية .
تعريف السيلاج
السيلاج هو المادة الخضراء المتخمرة و المحفوظة في الظروف اللاهوائية عن طريق اتباع أمور فنية مرتبطة ارتباط مباشر ببعضها البعض للحصول بالتالي على سيلاج عالي النوعية يتضمن تحول المواد السكرية الموجودة في النبات إلى احماض مختلفة و تحديداً حامض اللاكتيك (حامض اللبن) و الذي تكون نسبته الأعلى في السيلاج عالي النوعية .
اهمية السيلاج
تكمن اهمية السيلاج في النقاط التالية:
- توفير المادة الخضراء المحفوظة إلى فترات من العام لا تتوفر فيها الأعلاف الخضراء العادية و هذا ما يناسب اغلبية الظروف الموسمية في بلادنا، حيث تتوفر هذه الأعلاف الموسمية في أشهر محدودة من السنة.
- تخزين المادة الخضراء من السنوات الخصبة ذات الأنتاج العالي إلى السنوات الجافة ذات الإنتاج المنخفض بحسب كمية هطول الأمطار من سنة لأخرى.
- يشكل مخزون علفي استراتيجي في المزارع الكبيرة حيث يجب توفر أعلاف متنوعة كأحتياط في هذه المزارع لستة أشهر على الأقل و تحسباً من حصول أزمات في تأمين الأعلاف الأخرى.
- تتم عملية السيلجة في حال عدم القدرة على تصنيع الدريس و تجفيف الأعلاف الخضراء في الحقل بسبب العوامل الجوية (مثل الأمطار و انخفاض الحرارة).
- إنّ هذه الطريقة تحتاج إلى أماكن تخزين صغيرة و قليلة التكلفة قياساً بالأعلاف الأخرى مثل الدريس الذي يحتاج إلى أماكن واسعة و مكلفة على شكل مستودعات فنية ذات كلفة عالية.
- احتمالات تعرضه للتلف قليلة مثل تعرض الدريس للحريق و غيره من الأعلاف الجافة الأخرى.
- السيلاج قابل للتخزين عدة سنوات دون تغيير كبير و مهم في تركيبه وخواصه الكيميائية والفيزيائية في حالة إذا كان محكم الأغلاق ومضغوط بشكل جيد.
- الهدر في صناعة السيلاج لا تتجاوز 5-10 % من اجمالي الوزن الخاضع لعملية السيلجة بينما قد تصل هذه النسبة إلى 40% في صناعة البرسيم الناشف حيث تفقد في هذه الحالة أهم أجزاء النبات وهي الأوراق التي تحتوي على أهم المواد الغذائية و هي البروتين.
القيمة الغذائية للسيلاج
إنّ تركيب السيلاج قريب من تركيب المادة الخضراء حيث أنّ التغيير الرئيسي يتم بتحويل السكريات بالتخمر اللاهوائي إلى حامض اللبن الأسهل هضماً في الكرش و إضافة لذلك فأن السيلاج يحتوي على فيتامينات مختلفة مثل فيتامين أ والكاروتين و العناصر المعدنية و البروتينات حسب تواجدها في المادة الأولية ومن الضروري ذكره النسبة العالية من الكربوهيدرات وخاصة من السيلاج المصنع من الذرة الصفراء.
العوامل المحددة لجودة السيلاج
1- مرحلة نمو النبات : كلما تقدمت مرحلة نمو النبات نحو النضج كلما زادت كمية المادة الجافة الناتجة في الدونم الواحد و حسب نوع المحصول المنوي عمل السيلاج منه (ذرة صفراء، السورغوم، حشيشة السودان، الشعير، فصة، خلطات علفية…….). وتحديداً لمحصول الذرة الصفراء فإن المرحلة المثلى لتصنيع السيلاج هي مرحلة النضوج اللبني.
2- نسبة الرطوبة : تعتبر من العوامل الرئيسية في عمل السيلاج العالي النوعية إذ أنّ زيادة نسبة الرطوبة عن 80 % كما في الفصة و البرسيم يؤدي إلى تعفنه نتيجة النقص الكبير من الهواء و الأكسجين و بالتالي عدم السماح في حصول التنفس الهوائي لينتج مزيداً من ثاني أكسيد الكربون .CO2و بالتالي إلى التخمر اللاهوائي الضروري لتكون حامض اللبن، بل يؤدي إلى تعفن السيلاج المصنع و بالتالي إلى عدم قابلية الحيوان الى استهلاكه، كما يؤدي إلى إفراز مواد ضارة به و على حساب انخفاض نسبة حامض اللبن المسستساغ للحيوانات.
طريقة التعبئة والحفظ :
حيث تؤثر النقاط التالية:
- سرعة الحش و التعبئة : إن ذلك ضروري من أجل بدء النبات في التنفس اللاهوائي للحد من التنفس الهوائي لفترة طويلة حيث يؤدي لإفراز مواد مختلفة عن المطلوب.
- كبس المادة الخضراء: إن كبس كتلة المادة الخضراء جيداً وبضغط جيد ( جرار كبير مثلاً) يؤدي إلى طرد الهواء من الفراغات البينية لكتلة المادة الخضراء و بالتالي المساعدة على التسريع في سير عملية التخمر اللاهوائي جيداً لإنتاج حمض اللبن المرغوب.
- اغلاق السيلو جيداً : إنّ اغلاق السيلو أو المكان المنوي عمل السيلاج فيه جيداً ومنع نفاذ الهواء الجوي إلى جوانب وسطح السيلو يؤدي إلى منع حصول التنفس الهوائي وحصول التعفنات غير المرغوبة وسير عمليات التخمر الهوائي بصورة جيدة للحصول على التفاعلات المرغوبة.
- التعرض للعوامل الجوية ( امطار، هواء ) إن إطالة فترة بقاء المادة الخضراء المحصودة لعمل السيلاج فترة طويلة في الحقل يؤثر بشكل مباشر على قيمتها الغذائية و خاصة إذا تعرضت للأمطار حيث ترتفع نسبة الرطوبة إلى الحد غير المرغوب به وبالتالي يكون له الأثر السلبي على نوعية السيلاج المصنع حيث من الضروري بأن لاتزيد نسبة الرطوبة عن 75% . من الضروري أيضاً التسريع في كل العمليات الضرورية لعمل السيلاج خلال فترة التصنيع وأن تكون كل المستلزمات الضرورية متوفرة.
مظاهر جودة السيلاج
اللون: يعتمد لون السيلاج الناتج على مرحلة النمو التي تم فيها الحش و طول فترة التعبئة والكبس كما يعتمد على نسبة الرطوبة في كتلة المادة الخضراء، حيث يبين السيلاج ذو اللون الأخضر العادي على أن السيلجة قد تمت في مرحلة الإزهار للذرة أو الشعير أو الشوفان و بالتالي تكون الرطوبة ما يقارب 75%. أما اللون الأخضر الداكن و المسوّد فإنه يبين مرحلة ما قبل الأزهار أو نسبة الرطوبة فيه عالية وغير متروك لفترة طويلة بعد الحش من أجل فقدان جزء من الرطوبة (التذبيل).
- الأستساغة: إن السيلاج جيد النوعية هو الذي يكون ذو طعم خلي حامضي بسبب وجود حامض اللبن فيه بنسبة عالية مقارنة بالأحماض العضوية الأخرى و بالمقابل إذا زادت نسبة الأحماض العضوية الأخر عن الحد المطلوب مثل حامض الفورميك أو البروبيونيك أو البيوتيرك فهذا يكون دليل على أن السيلاج غير جيد و طعمه غير خلّي و غير مستساغ من قبل الحيوان.
- البنية و القوام : إن السيلاج الجيد تكون نسبة الألياف فيه مقبولة و تعطي السيلاج بنية اسفنجية قريبة من بنية العشب الأخضر بينما في حال وجود سيلاج نسبة الرطوبة فيه عالية أو تم حشه قبل مراحل الأزهار و معرض للهواء الجوي فيكون قوامه غير اسفنجي وإنما عبارة عن كتل متراصة على بعضها البعض.
- الرائحة : إن رائحة السيلاج جيد النوعية هي رائحة مخرشة قليلاًو خلّية بينما السلاج الرديء فتكون رائحته عفنه و غير مخرشة.
المحاصيل العلفية لصنع السيلاج
- المحاصيل النجيلية
- الذرة الصفراء، الذرة البيضاء، الدخن .
- الشوفان بأصنافه المختلفة .
- الشعير بأصنافه المختلفة.
- المحاصيل الدرنية
- الشمندر السكري ( الدرنات، الأوراق، مخلفات السكر الرطب )
- الشمندر العلفي .
- درنات البطاطا.
- المحاصيل البقولية
الفصة, البرسيم , البيقية , فول الصويا و غيرها
اطوار عملية السيلجة
الأطوار المذكورة هي التي تحدث في العلف الأخضر المقطع (المفروم) والذي تم كبسه و كمره في المكان المخصص له (السيلو ) والتي تحدث نتيجة لعمليات التخمر اللاهوائي والتي ينتج عنها الأحماض العضوية التي تحافظ على القيمه الغذائية للعلف الأخضر المحفوظ في صورة سيلاج ويتوقف نجاح عملية السيلجة على التركيب الكيميائي للنبات وكمية الهواء المحتجزة في السيلاج ونشاط الكائنات الحية الدقيقة.
- الطور الهوائي:
وهو المرحلة الأولى وفيها تحتوي النباتات عند السيلجة على خلايا حية و مستمرة في التنفس وحرق الأكسجين الموجود المتخلل للكتلة النباتية لينتج ثاني أكسيد الكربون وماء وحرارة ( المرحلة الاولى) و كلما زادت كمية الهواء المتخللة زادت عملية التنفس وزادت كمية السكريات المستخدمة في عملية الإحتراق واستهلاك كمية الأنسجة الموجودة خلال 4-5 ساعات و ترتفع درجة الحرارة إلى حوالي 30 درجة مئوية وقد تستمر هذه الحرارة لمدة 3-5 ايام أو أكثر.
ويستغرق الطور الهوائي اليومين الأول والثاني من كبس المحصول في السيلو وتغطيته خلال الوقت ومن المرغوب تقليل هذه الفترة بقدر الإمكان وذلك لأن التنفس يؤدي إلى فقد في سكريات النبات والتي تلزم في نشاط بكتيريا حامض اللاكتيك للحصول على سيلاج عالي الجودة.
- الطور اللاهوائي:
و يشمل المرحلة الثانية والثالثة والرابعة ويبدأ هذا الطور بعد استنفاذ الأكسجين ( المرحلة الثانية والثالثة ) الموجود في السيلو وعادة ما يكون بعد يومين أو ثلاثة أيام وخلال هذا الطور تختفي البكتيريا الهوائية وتنمو البكتيريا اللاهوائية وتبدأ تلك البكتيريا والتي تقدر بالبلايين في الغرام الواحد في استخدام سكريات النبات كمصدر غذائي لها وتحوله إلى أحماض عضوية مثل حامض اللاكتيك والخليك وانتاج تلك الأحماض يؤدي إلى تخفيض درجة الحموضة إلى حوالي 4.2 أو أقل ومن المرغوب انتاج حمض اللاكتيك بصفة اساسيه حيث من المتعارف عليه أن السيلاج الجيد يجب أن يحتوي على أعلى النسب من حامض اللاكتيك و حيث يسمى هذا الطور بطور التخليل.
- طور الثبات:
و يشمل المرحلة الخامسة عندما تصل درجة الحموضة الى ما بين 3.8-4.2 فأن جميع العمليات التخميرية و الهضم الأنزيمي بما فيها انتاج حامض اللاكتيك تتوقف المرحلة (الرابعة و الخامسة) و تصبح كتلة السيلاج الناتجة ثابتة المواصفات و معقمة و بالتالي يمكن حفظ السيلاج بجودة عالية و لمدة طويلة بسبب توفر حامض اللاكتيك بكميات كافية بالسيلاج و يمكن ان يحتفظ السيلاج بمواصفاته الجيده لبضعة اشهر أو سنين ومن المستحب ان تتم عملية التغذية على السيلاج خلال مدة عام،أما في حالة عدم كفاية حامض اللاكتيك فيبدأ انتاج حامض البيوتيريك و يبدأ تحلل البروتين وتبدأ نوعية السيلاج بالتدهور أما بالنسبة للسيلاج عالي الرطوبة (أقل من 20%مادة جافة ) فيجب أن تتم التغذية عليه خلال أشهر قليلة – كما يجب مراعاة أن يبقى السيلو محكم الغلق و الحد من دخول الهواء إليه لتقليل الفقد سواء في المادة الجافة أو القيمة الغذائية.
- طور التغذية:
وهي المرحلة السادسة عند 40-60 يوم من تاريخ التصنيع و غلق السيلو وتبدأ هذه العملية بفتح السيلو واستخدام السيلاج في التغذية ويتميز السيلاج في هذه المرحلة بظهور الرائحة الحامضية والمقبولة ويجب الإهتمام في هذه المرحلة بتجنب حدوث فقد في السيلاج نتيجة التحلل الهوائي الثانوي الذي قد يحدث في حالة عدم العناية بفتح و غلق السيلو جيداً بعد الحصول على الكميو المنوي استعمالها في التغذية اليومية.
التغذية على السيلاج
- يستخدم السيلاج في تغذية جميع أنواع الحيوانات المجترة مثل الأبقار والجاموس والأغنام والماعز مع الأخذ بعين الإعتبار المراحل الفسيولوجية المختلفة خلال السنة الإنتاجية.
- يفضل أقلمة الحيوانات في حال استخدام السيلاج في علائقها حيث يتم تدريج الحيوان بكميات محدودة بداية مع الإضافة اليومية للوصول إلى الحد المطلوب وبدون مشاكل هضمية.
- يعامل السيلاج من الناحية التغذوية على أساس أن كل 1 كغم علف مركز قد تعادل 3 كغم سيلاج من مادة الذرة الصفراء (35% مادة جافة).
- كمية المأكول اليومية من مادة السيلاج للأبقار المحلية (الشامية ) قد يصل إلى 12 كغم وللأغنام 1.5 كغم يومياً، أما الأبقار عالية الإدرار من سلالات الحليب العالمية فيمكن أن تغذى على 25- 30 كغم يومياً مع التعويض لباقي الإحتاجات من العلف المركز والدريس والأملاح المعدنية والفيتامينات.
- يستخدم السيلاج في تغذية قطعان التسمين (العجول، الخراف) ويقدم لها السيلاج حسب خطة الإنتاج ومعدلات النمو.
- يجب مراعاة التركيب الكيماوي لنوع السيلاج حتى نتمكن من تحديد نوع وكمية الأعلاف المركزة التي سوف تضاف لتغطية الاحتياجات الغذائية للحيوان فمثلاً سيلاج الذرة الصفراء غني بالطاقة ولكنه فقير بالبروتين وعلى العكس سيلاج البرسيم فقير بالطاقة وغني بالبروتين.
- عند استخدام السيلاج في تغذية المجترات وبمعدلات عالية مع الأعلاف المركزة يفضل استخدام الـ Buffers مثل بيكربونات الصوديوم 0.25% أو أكسيد المغنيسيوم 0.25% إضافة إلى كربونات الكالسيوم المضافة للعليقة بشكل عام.