القطط و التوكسوبلازما
يعتبر مرض التوكسوبلازما من الأمراض الواسعة الانتشار في جميع أنحاء العالم وهو واحد من أهم الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان حيث ثبت أن له آثاراً خطيرة خاصة السيدات الحوامل والأطفال وحديثي الولادة حيث يسبب حالات كثيرة من الإجهاض أو الولادات الميتة وحتى إذا ولد الطفل بعد تمام شهور الحمل فإنه تظهر عليه أعراض خطيرة كالتخلف العقلي والصرع وتأثير شبكية العين والمخ وتضخيم الجمجمة بالسوائل
إن مرض التوكسوبلازما سببه طفيل وحيد الخلية يسمى توكسوبلازما جوندي (Toxoplasma gondii) وتعتبر القطط بأنواعها المستأنسة والبرية هي العائل النهائي الوحيد للتوكسولازما .
يعيش الطفيل مجبرا داخل الخلايا ، كما يشاهد في سوائل الجسم المختلفة كالدم واللعاب والسائل اللمفاوي والدموع والبول والبراز ، أثناء تكاثره بنشاط وتكسير الخلايا العائل له ، وخروجه باحثاً عن خلايا أخرى. وعندما تتواجد في الخلايا الطلائية للأمعاء الدقيقة في القطط تسمى تروفوزوتيات التي تنقسم بنشاط وبعد أكثر من خمس انقسامات لاتزاوجية تبدأ في تكوين جاميتات جنسية لتتزاوج الكاكروجاميتات والميكروجاميتات حتى يتكون الزيجوت الذي ينقسم إلى نصفين ويخرج مع البراز في الحويصلات المعدية ليكمل انقسامه خارج الجسم في ظروف بيئية مناسبة حيث ينشط كل نصف إلى أربع خلايا الحويصلة المقاومة وهذه الحويصلات هي التي تلوث المراعي والأعشاب والأعلاف الخضراء فتنتقل العدوى للمجترات وآكلات العشب ، كما أنها تلوث التربة ومنها لأيدي الناس خاصة الأطفال وتسبب العدوى للإنسان .
وإذا ما ابتلع الإنسان أو الحيوان هذه الحويصلات عند تناول الطعام الملوث ، يؤثر العصير المعدي على غلاف الحويصلة فتخرج منها الاسبوروزوتيات مسرعة لتحتمي بالخلايا الطلائية للأمعاء الدقيقة ومنها إلى الدورة الدموية لتصل إلى أماكنها المفضلة وتستقر متحوصلة في خلاياها وتسمى في هذه الحالة الحويصلات الخلوية التي يمكن أن تظل حية داخل الخلايا العصبية والعضلية في المخ والعين والقلب والحجاب الحاجز والرحم لعدة سنوات طويلة ولا تتأثر بالعقاقير المستعملة .
طرق العدوى
يعتبر براز القطط مصدراً للتلوث بملايين الحويصلات المعدية ، التي تلوث التربة والأغذية والمياه ، وتعيش فيها شهوراً طويلة تحت ظروف الرطوبة والحرارة المناسبة .
تصاب الحيوانات آكلة الأعشاب وذلك بتناولها الأعشاب الملوثة بالحويصلات من براز القطط ، وتصاب الحيوانات آكلة اللحوم النيىء المصاب بالحويصلات النسيجية ، ويصاب الإنسان بتناول اللحوم غير المطبوخة أو غير المطبوخة جيداً وخاصة لحوم الأغنام والخنازير ، كذلك تحدث الإصابة عن طريق تناول الحليب المصاب وخاصة حليب الماعز ويمكن انتقال العدوى أيضاً عن طريق تناول الطعام والخضروات الملوثة ببراز القطط الحاوي على الحويصلات المعدية وأخيراً يمكن انتقال العدوى عن طريق نقل الدم من شخص مصاب بالطور الحاد للتوكسوبلازما .
والنساء أكثر من الرجال للعدوى وذلك من خلال مصدرين مهمين الأول عند فحص وإعداد اللحوم للطهي ، والثاني من براز القطط المنزلية .
المرض في الإنسان :
يصاب الإنسان بالمرض خلقياً أو بعد الولادة والسيدات أكثر عرضة للعدوى من الرجال ، وإذا حدثت العدوى للسيدة الحامل وهي في النصف الأول من الحمل تكون الإصابة خطيرة على الجنين في الرحم وذلك لسهولة انتقال العدوى للجنين في رحم الأم حيث يسهل مرور التوكسوبلازما عبر المشيمة وغالباً يحدث الإجهاض وتكون الإصابة أقل خطورة في الأجنة أصيبت الأم بعدوى التوكسوبلازما في النصف الثاني من الحمل ، وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد أسابيع أو شهور من الولادة حيث يصاب المولود بالصرع أو بتلف شبكية العين .
إن خطورة الإصابة أثناء الحمل ترجع إلى حدوث إجهاض أو ولادة مبكرة ، يظهر بعض الأطفال حديثي الولادة وجود تضخم مائي بالرأس أو تخلف عقلي أو فقد الإبصار نتيجة إصابة شبكية العين أو إصابة خلقية في عضلة القلب ويكون هذا بعد الولادة مباشرة أو بعدة أسابيع من الولادة والأم التي تصاب مرة وتنقل العدوى للجنين ، لا تنقله لأجنة أخرى التوكسوبلازما في جسمها .
أما بالنسبة إلى مرض التوكسوبلازما المكتسب فإن الأعراض المرضية تعتمد على ضراوة وموقع الطفيل في الجسم ويتأثر الجهاز الليمفاوي حيث يكون التهاب الغدد اليمفاوية خطراً مع وجود حمى
أما الحالات الشديدة للمرض فإن أهم أعراضها الحمى ، طفح جلدي ، إصابة شبكية العين ينتج عنه عتامة في الرؤية وتصاب كلتا العينين بالمرض في الأطفال حديثي الولادة أما في حالة المرض بعد الولادة فتصاب إحدى العينين .
المرض في الحيوان :
معظم الإصابات تكون كامنة غير واضحة الأعراض ، والأعراض الحادة المميزة تظهر على الحيوانات الصغيرة مثل القطط والكلاب والخنازير والماعز الصغير ، حيث يظهر عليها ارتفاع درجة الحرارة ، مع فقد شهية وإسهال وصعوبة تنفس مع التهاب الغدد الليمفاوية .
أما الحيوانات الكبيرة كالأغنام والماعز والماشية فتظهر عليها الصورة المزمنة للمرض فيحدث الإجهاض في الشهر الأخير من الحمل أو ولادة ميتة أو مشوهة وخاصة في الخنازير وتتميز العدوى في الأغنام بحالة عصبية مع تيبس في العضلات حيث يؤدي ذلك إلى خسائر اقتصادية.
التشخيص :
- إن أهم الاختبارات المصلية المستعملة هي : اختبار صبغية سابين فيليدمان التألق المناعي غير المباشر التلازن الدموي غير المباشر ، وأخيراً اختبارات المثبت المتمم ويعتبر اختبار سابين فيليدمان متخصصاً وحساسا جداً للكشف عن التوكسوبلازما ، حيث يعتمد على عدم صبغ المقوسات الحية لصبغة الميثيلين الأزرق في حالة وجود الأجسام المضادة في مصل الإنسان والحيوانات المراد الكشف عن الإصابة فيها وفي حالة صبغ المقوسات بالصبغة فإنه يدل على عدم وجود المرض
- اختبار الجلد للحساسية . لا يعطي نتائج إيجابية إلا بعد شهور عديدة من حدوث الإصابة .
- الفحص الميكروسكوبي لعينات البراز من القطط بطريقة التعويم في محلول سكري مع فينول كمادة حافظة ، أو في محلول سلفات الزنك .
المكافحة والوقاية :
- يجب معاملة براز القطط بالحرق أو بالمطهرات القوية مثل الفورمالين أو اليود أو النشادر .
- مكافحة القطط الضالة .
- مكافحة الذباب والصراصير بالمبيدات لأنها تنقل العدوى ميكانيكا .
- التخلص من القطط في المزارع والمراعي ، حتى لا تنتقل الإصابة للأغنام والماشية بتلويث العلائق والمراعي .
- تكون معظم لحوم الخنازير والأغنام كذلك لحوم الماشية أحياناً مصابة بالحويصلات الخلوية ولذلك تنتقل العدوى باللمس أثناء تداولها أو بالأكل نيئة أو غير مطهية جيداً ، لذا يجب غسل الأيدي جيداً بعد الإمساك بقطع اللحم النيئة كما يجب عدم أكل لحوم نيئة أو مطبوخة طبخاً غير كامل بل يجب أن تتعرض قطع اللحم من الداخل لدرجة حرارة طهي لا تقل عن 60 درجة مئوية بحيث يتغير لونها لضمان قتل ما فيها من حويصلات.
- الإرشادات الخاصة بالنسبة للنساء الحوامل والتي يجب اتباعها لمنع الإصابة بهذا المرض وتشمل :
– عدم التعامل مع القطط الخاصة بالنسبة للنساء الحوامل والتي يجب اتباعها لمنع الإصابة بهذا المرض وتشمل :
– عدم التعامل مع القطط إطلاقاً أثناء الحمل .
– طبخ اللحوم بصورة جيدة .
– غسل الأيدي بالماء والصابون بعد ملامسة اللحم النيىء أو براز القطط والأفضل ارتداء قفاز نايلون .
– عدم شرب الحليب الخام من الحيوانات المريضة خصوصاً الماعز إلا بعد الغلي الجيد مع التقليب .
– تنظيف بيوت القطط المنزلية وحرق أو إتلاف فرشها .
– استعمال المبيدات الحشرية لمنع الحشرات من نقل الطفيل من براز القطط إلى الطعام .