تحنط الحميل (Mummification or Mummified fetus)
يشاهد في أغلب الحيوانات وأكثر ما يصادف عند الأبقار. وهو تحول معقم للجنين وتتشكل هذه الحالة نتيجة امتصاص السوائل والأنسجة اللينة والأغلفة الجنينية في الجنين، تحلل جنيني ذاتي،
حيث يتحول إلى جسم أو هيكل صلب جاف محاط به الجلد. وأحيانا قد تتشكل كتلة جافة تأخذ بالتكلس. ويختلف حجمها حسب الفترة التي تم فيها التحنط وتبقى هذه الكتلة في الرحم ويشعر بها أثناء الجس الشرجي.
كما تظهر على الأم بعض العلامات كالمغص الخفيف وقد يبتدئ بعد فترة إفراز اللبن ويلاحظ عند حلول موعد الولادة تهدل وارتخاء في جدار الرحم وتكون الفلقات الرحمية غير محتقنة بالدم، كما يلاحظ بقاء هذه الكتلة القاسية في الرحم ولم تطرح للخارج. وفي أكثر الأحيان ترسل الأنثى لإعدادها للذبح أو تجري عليها العملية القيصرية لإنقاذها ولإتمام عملية الولادة للمحافظة على حيويتها الاخصابية فيما بعد.
أسباب التحنط الجنيني:
هناك أسباب عديدة ومن أهمها:
انفتال عنق الرحم الحاصل أثناء نمو الجنين – الاضطرابات الغذائية – عدم كفاية وتوازن التأثير الهرموني – حدوث بعض الإصابات كالصدمات – وأخيرا إصابات الحبل السري مثلا انفتال الحبل السري وغيرها مثل عدوى (بارفوفيروس عند الخنازير)، شذوذات وراثية، المعالجة بالكورتئكويئدات.
التشخيص:
يتم التشخيص في هذه الحالة بسهولة أثناء الفحص الشرجي. حيث يلاحظ الجنين المتحنط وما يتصف به من وجود كتلة قاسية في التجويف الرحمي بالإضافة الى الحمل المطول كما قد يتواجد حميل محنط مع حميل حي، ومن حيث الشكل الخارجي يلاحظ غياب التطور البطني. بالإضافة إلى الأعراض الإكلينيكية الأخرى الظاهرة على الأنثى الحامل من مغص وانعدام الشبق وغيره.
المعالجة:
تبقى الأجنة المتحنطة أحيانا فترة طويلة في الرحم تتجاوز الفترة المخصصة للحمل وبسبب وجود الجسم الأصفر الحملي في المبيض فلا تبدو على الأم أي من علامات الشبق ولكن عند المعاينة وتشخيص الحالة يمكن حقن هرمون البروستاغلاندين بالعضل للتخلص من الجسم الأصفر الحملي فتبدأ هنا التقلصات الرحمية بالظهور من جراء انعدام التأثير الهرموني للبروجسترون وحلول تأثير الهرمونات الاستروجينية بالإضافة الى التأثيرات الانقباضية للعضلات الملساء.
أو تعالج الأنثى بحقن الاستروجين (5 – 10 ملغ من بنزوات الاستراديول) تعاد كل 2- 5 أيام ثم بعد 24 ساعة اللاحقة يمكن حقن البروستاغلاندين بالعضل عادة يحدث طرد الجنين خلال 2 – 4 أيام. ثم يغسل الرحم بمحاليل مطهرة خفيفة أو بدونها ويتم هذا بعد استخراج الجنين المتحنط ثم تعطى الأنثى مقويات ومنشطات ومضادات حيوية بشكل موضعي في الرحم وبطريقة الحقن العضلي بشكل عام.
وأحيانا قد ينفتح عنق الرحم قليلا فيوسع حينئذ وبشكل أكبر أو يمكن أن ينفتح بعدها تماما وعندها يمكن استخراج الجنين عن هذا الطريق وقد تقذف الأجنة المتحنطة الصغيرة بدون أي تدخل ودون اللجوء إلى سحب الجنين وقد لوحظت حالات في الأبقار والخنازير والكلاب أمكن معها إبعاد الأجنة المتحنطة وبقيت الأنثى حامل مرة أخرى ولمدة طويلة. عند الافراس يمكن اجراء توسيع يدوي لعنق الرحم.
بقلم الدكتور محمد سعيد موسى