التهاب القصبات والرئتين الطفيلي عند الأغنام والماعز

1٬650

Verminous Broncho-pneumonia in sheep & Goat -Lungworm infestation in  sheep & Goat

التهاب نزلي – مخاطي تحت حاد أو مزمن، يصيب القصبات والرئتين عند الأغنام والماعز، ويتميز بصعوبة في التنفس، والضعف والهزال(الدنف)، وفقر الدم، إضافة إلى الأعراض الأخرى لذات الرئة والقصبات تحت الحادة أوالمزمنة، ويسبب نسبة عالية من النفوق بين أفراد القطيع المصاب ولاسيما عند الحوالي.

يصيب هذا المرض كافة سلالات الأغنام والماعز من الجنسين الذكر والأنثى التي ترعى في المناطق الموبوءة، تصاب الحملان بعمر/4-6/أشهر، والأغنام والماعز بعمر/12-18/ شهراً، وينتشر المرض عموماً في الفصول المعتدلة والباردة، ولاسيما في سنوات القحط والجفاف، لأن العامل المسبب يتطور ويتكاثر جيداً في البيئة ذات الدرجة الحرارية المعتدلة، أوالمنخفضة مع الرطوبة المناسبة.

ماعز

الأسباب:

تحت تأثير بعض عوامل الخطورة التي يتعرض لها الحيوان ولاسيما البيئية، والغذائية التي تسبب ضعف مقاومته الطبيعية يحدث هذا المرض الذي يسببه أنواع من الطفيليات على شكل ديدان خيطية أوسلكية تنتمي   إلى صف الديدان الممسودة  Class Nematode، من رتبة الأسطوانيات stongylide Order من عائلتين هما:  

  •  Fam. Dictyocaulidae  
  • Fam. Protostrongylidae 

تضم العائلة الأولى أجناساً كثيرة أهمها Dictyocaulus وتدعى شبكية نهاية الذيل الخيطية، إذ ينتمي لهذا الجنس نوع مستوطن مهم وخاص بالأغنام والماعز، يدعى D. filaria وهي الدودة الرئوية الكبيرة أو العامة عند الأغنام والماعز .

أما العائلة الثانية فيدخل في نطاقها:

  1. جنس G. protostrongylus وينتمي إليه أنواع كثيرة أهمها P. rufescens
  2. جنس Cystocaulus G. (كيسية نهاية الذيل) وينتمي لهذا الجنس نوع  يدعى C. Ocreatus
  3. جنس  G. Muellerius  وينتسب إليه نوع مهم يدعى M. Capillaris 
  4. جنس G. Neostrongylus الذي يضم نوعاً مهم يسمى N. Linearis

تقطن ديدان شبكية نهاية الذيل الخيطية اليافعة Dic. Filaria  في لمعة القصبات الهوائية والرئتين عند الأغنام والماعز، ويبلغ طول الذكر منها/8/ سم والأنثى/10/ سم، وهي بيضاء اللون طويلة، ورفيعة تشبه الخيوط أوالأسلاك الرفيعة وتتموضع في القصبات على شكل عقد متعددة، وتطرح اليرقات في طورها الأول مع الروث أو مع النفث أوالقشاع في أثناء السعال، وبعد مدة قصيرة تدوم نحو/4-6/ أيام أو أقل أحياناً/3/ أيام، وعندما تكون درجة حرارة الوسط المحيط مناسبة نحو/25-30/ ْم مع درجة رطوبة مناسبة ينسلخ الطور اليرقي الأول إلى الطور اليرقي الثاني ثم الثالث وهو الطور الخامج، ولاتحتاج إلى عائل (ثوي) وسطي. وبعد أن تتناول الحيوانات يرقات الطور الثالث مع الغذاء أو الماء تصل إلى الجهاز الهضمي، ثم تخترق جدران الأمعاء لتصل إلى أقرب وريد مساريقي للقولون الأيمن وتذهب إلى الكبد، ومنه إلى القلب، ثم عبر الشريان الرئوي إلى الرئتين مقرها النهائي، وتمكث هناك حتى تبلغ جنسياً، فتبدأ بوضع البيوض، وبهذا يكون قد مضى على بدء الخمج مدة نحو شهر واحد تقريباً، وقد تخترق اليرقات جدران الأمعاء، ثم تذهب إلى فروع الشريان الرئوي ثم إلى الرئتين من دون مرورها بالكبد. أما الديدان التي تنتمي إلى الأجناس الأخرى فإنها تحتاج إلى عائل وسطي هو  قوقع.

وقد تحدث عدوى للأجنة داخل الرحم، أما الحملان فتكتسب مناعة ضد هذا المرض عن طريق السرسوب، كما أن الشفاء بعد الإصابة عند الأغنام البالغة يولد مناعة طويلة الأمد.

الأعـراض الإكلينيكية :

تستمر فترة الحضانة نحو /4/أسابيع، وتبلغ نسبة النفوق بين الحيوانات المصابة نحو 50%، وترتفع عند الحوالي.

من أهم الأعراض التي تشاهد على الحيوان المريض هي :

السعال الخانق الذي يظهر بعد اليوم السادس عشر من بدء الخمج، ويصبح أكثر وضوحاً بعد/4/ أسابيع منه، وتزداد شدته ليلاً، أو بعد الحركة والإجهاد وإثارة الغبار في الحظيرة أو المرعى، وفي هذه الأثناء يظهر السيلان الأنفي المخاطي الغزير والكثيف ثنائي الجانب الذي تشوبه خيوط دموية أحياناً، ويسمع صوت تنفس شخيري بسبب انسداد فتحات الأنف بالمفرزات، ويدلك الحيوان أنفه بالتراب، ويزداد ترداد التنفس ولاسيما في الالتهاب الرئوي الثانوي، والإصغاء يكشف عن خراخرRâles رطبة . وتشاهد الوذمات الركودية الباردة حول العينين، وبين فرعي الفك السفلي، وفي أسفل البطن، كما يتأثر الجهاز الهضمي ولاسيما الأمعاء، بسبب هجرة الطور اليرقي عبر جدرانها إلى الأوعية الدموية، فيظهر الإسهال النزلي نتيجة التخريش المترافق مع التجفاف. يشاهد على الحيوان شحوب الأغشية المخاطية، وضعف وهزال تدريجي وفقدان في الوزن، وإنهاك، يصبح الغطاء الصوفي رديء النوعية، وجافاً، سهل الإقتلاع والتقصف، وانخفاض في الإنتاج.

أغنام

الصـفة التشريحية :

تقطن الطفيليات اليافعة في لمعة القصبات، والرغامى أحياناً، أو على شكل كتل أوعقيدات وتبدو مخاطية القصبات محتقنة، وتملأ لمعتها مفرزات رغوية زهرية، مخاطية – قيحية، ونزف على مخاطيات الأمعاء، أما الديدان من جنس البروتوسترونجيلوس فتسبب ذات الجنب وذات الرئة والقصبات.

التشـخيص والتشخيص التفريقي: يوضع التشخيص بالاعتماد على النقاط التالية :

  1.    الفصل السنوي والظروف البيئية : تكثر الإصابة في فصلي الشتاء، والخريف، وفي مطلع الربيع.
  2. الظروف الغذائية : تزداد الإصابة في مواسم القحط، وشح الأمطار والجفاف، وشح الأعلاف نظراً لما يسببه الجوع ونقص التغذية من ضعف في المقاومة الطبيعية للأغنام.
  3. استيطان المرض: يظهر المرض في مناطق وبقاع من الأرض من دون الأخرى، وبصورة جماعية على صورة وباء .
  4. تاريخ الحالة ونسبة النفوق : يظهر المرض وتتوضح الأعراض على أفراد القطيع بشكل تحت حاد، وترتفع نسبة النفوق في المراحل المتقدمة من المرض حتى 40-50%.
  5. الأعراض الإكلنكية والنوعية :السعال بأوصافه المتميزة، والسيلان الأنفي المخاطي المدمم، والإسهال، وفقر الدم، والضعف والهزال، والوذمات، ورداءة الصوف وتقصفه، وتسمع الخراخر الرطبة.
  6. الصفة التشريحية: تشاهد التغيرات المرضية على الرئتين، كما يمكن مشاهدة العقيدات التي تشكل تجمعات الديدان السلكية المحاطة بالمفرزات الرغوية المدممة ضمن الرغامى، والقصبات.
  7. التشخيص المخبري: تؤخذ مسحة من المفرزات القصبية أو من القشاع، أوعينة من الروث، فتشاهد تحت المجهر اليرقات من الطور الأول وهي تتحرك ضمن المحفظة. هذا ومن الضروري تمييز التهاب القصبات والرئتين الطفيلي من ذات الرئة  والقصبات الخمجية الناجمة عن بعض الجراثيم ولاسيما الباستوريللا، أو المايكوبلازما، أوالحمات الراشحة.

المعــــالجة :

يوجد مركبات مؤثرة في هذه الديدان، ومن أهمها :

  • Levamisole
  • مركبات البروبنزإيميدازول وأهمها:    Albendazole، Febantele، Fenbendazole، Oxfendazole التي تنتمي إلى مجموعة  Benzimidasoles، ومركب Menbendazole، ومركب Thiabenzadole ومن مستحضراته Thiabenzole على شكل بلوعات أو على شكل معلق يعطى عن طريق الفم، ومركب ,Oxyclozanide ومركب Ivermectin 

الوقايــة:

يجب العمل على عزل الحيوانات المصابة، ويتم ذلك كل ستة أوسبعة أيام، وإن كانت هذه الفترة البالغة/30-35/يوماً لا تكفي  لحماية تامة. ويفضل أن تعزل الحيوانات المتأثرة بالمرض لتعالج بجرعات من المضادات الحيوية لإزالة أثار ما خلفته الطفيليات من التهاب نزلي في القصبات، وللوقاية يجب تحسين نوعية العلف للأغنام بإضافة فيتامينات وعناصر نادرة لرفع مقاومتها الطبيعية، وتجنب المراعي الموبوءة بالمرض .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.