جدول تحصين الحمى القلاعية

2٬426

يعتبر التحصين ضد مرض الحمى القلاعية من الأهمية بمكان و خصوصا ان الحمى القلاعية من الامراض الخطرة على الثروة الحيوانية و التي تسبب خسائر فادحة في حال انتشارها. ان تحديد الوقت المناسب للتحصين من الصعوبة بمكان و يعتمد على الكثير من العوامل. و لا يمكن الاعتماد على استراتيجية ثابتة للتحصين لان ذلك يعتمد على :

  • جدول اللقاحات الاسبق للقطيع.
  • مستوى المناعة لدى الحملان الناتجة عن امهات قد تكون محصنة او غير محصنة.
  • مستوى المناعة لدى الامهات و التي يجب ان تنقلها للمواليد.
  • انتشار مرض الحمى القلاعية في المنطقة (تصنيف المنطقة).
  • شدة الاصابات السابقة في المنطقة.
  • نوع العترات المنتشرة للمرض.
  • الخطة الوطنية التي تضعها الحكومة للسيطرة على المرض .

و بالتالي فان وضع برنامج التحصين يجب ان يتبع للبرنامج الوطني اولا و لرأي الطبيب البيطري المشرف ثانيا و الذي يأخذ بعين الاعتبار كل ما ورد سابقا بالإضافة الى خبراته الحقلية في هذه الخصوص.

ان فترة المناعة الواقية الناتجة عن التحصين (Protective Immunity) ضد مرض الحمى القلاعية يجب ان يتم تحديدها من قبل الشركة المصنعة للقاح و لكن يمكن ان تكون هذه المناعة متغيرة تبعا لعوامل عديده منها:

  • قوة اللقاح.
  • مدى تطابق اللقاح مع العترات المنتشرة.
  • المناعة الموجودة قبل تطبيق اللقاح.
  • شدة الاصابة.

و من اجل ذلك لا يمكن تحديد فترة مثالية  ثابتة بين تحصين و تحصين تالي  (الفترة الزمنية التي تفصل بين لقاح و اعادة التلقيح) و من الممكن ان تتراوح هذه الفترة بين 4 أشهر حتى 12 شهر.

 

تحمل المواليد الحديثة من امهات محصنة بشكل مدروس لمرض الحمى القلاعية قدر جيد من المناعة و لكن هذه المناعة الامية في المواليد تبدأ بالانخفاض بشكل تدريجي مع الوقت لتصبح هذه المواليد عرضة للإصابة بمرض الحمى القلاعية (في المناطق الموبوءة طبعا) و ذلك عندما يصبح مستوى الاجسام المناعية اقل من القدر الكافي للحماية. وفي هذه الفترة يكون تحصين هذه المواليد ضرورة و في نفس الوقت يعتبر تحصينها في هذا الوقت ذو فاعلية جيدة في احداث مناعة عالية.

التحصين الأول لمواليد حديثة الولادة: يعتبر التحصين بجرعتين بينهما مدة زمنية تقدر بشهر (4 اسابيع) من افضل طرق التحصين الاولي للمواليد. حيث ان اعطاء الجرعة الثانية يزيد بشكل ملحوظ الاستجابة المناعية (الاضداد) و يزيد من مدة المناعة الناتجة عن ذلك.

الجرعة التالية من اللقاح يمكن ان تعطى عادة بعد فترة زمنية تقدر ب 6 أشهر مع امكانية تأخير هذه الجرعة حتى 1 عام و ذلك تبعا لاعتبارات عديدة و منها نوعية اللقاح الذي تم تطبيقه و مدى احداث المناعة المطلوبة في القطيع (المناعة الواقية) و مدى انتشار المرض في المنطقة فيما اذا كان المرض وبائي او مستوطن او غير ذلك من الامور الاخرى.

مع العلم ان الشركة المصنعة للقاح هي من تضمن سلامة اللقاح للنعاج الحوامل و بالتالي لابد من مراجعة سجلات الشركة المصنعة للقاح من اجل التأكد من سلامة اللقاح للحوامل.

 

 

يمكن تحصين المواليد الحديثة الولادة اعتبارا من عمر 2 اسبوع بعد الولادة (و ذلك في حال كانت المناعة الامية معدومة). غير ان المناعة الامية المأخوذة من الامهات خلال فترة الحمل (امهات محصنة) من الممكن ان تتداخل مع اللقاح و ذلك حتى عمر 5 أشهر في المجترات. و لذلك فانة في هذه الحالة من الافضل تأخير التحصين في المواليد الناتجة عن امهات محصنة و التي تحمل قدر كبير من الاجسام المناعية حتى عمر 4-6 أشهر من العمر.

في حال كانت الاصابة بمرض الحمى القلاعية ذات طابع فصلي (تنتشر في اوقات محددة من العام) عند ذلك لابد من تحصين كامل القطيع قبل الوقت المتوقع للانتشار المرض بمدة 3 أشهر .

وغالبا ما يتم تطبيق التحصين الأول و الثاني في المجترات خلال فترات محددة (على سبيل المثال : في الربيع و الخريف).

 

مما سبق نستنتج انه:

في بعض الظروف يفضل تحصين المواليد في مراحل مبكرة من العمر بعد الولادة و من ثم اعادة الجرعة بفاصل 4 اسابيع.

بينما في ظروف اخرى يجب تأخير التحصين (حتى عمر 4-6 أشهر) للسماح للمناعة الامية بالمواليد بالانخفاض الى الحد الذي لا تتداخل فيه من اللقاح و بالتالي اخذ افضل النتائج من التحصين.

يمكن ان يكون الفاصل الزمني بين تحصين و تحصين اخر 6 أشهر و يمكن ان يمتد هذا الفاصل الى 12 شهر (عام كامل) و ذلك تبعا لتقدير الطبيب البيطري و الذي يستمده من عوامل عديدة منها وبائية المرض في المنطقة و مدى المناعة الناتجة عن التحصين السابق و عوامل عديدة يصعب ذكرها.

يمكن تعديل موعد التحصين او اعادة التحصين تبعا لموسمية انتشار المرض في بعض المناطق و ذلك في حال لوحظ ذلك بحيث يتم اجراء التحصين قبل موسم الانتشار ب 3 أشهر من اجل الحصول على افض مستوى مناعة خلال فترة الانتشار .

 

الخلاصة: لا يوجد برنامج ثابت و محدد للتحصين ضد مرض القلاعية و ان تطبيق البرنامج الافضل ربما يعتمد على دراسات و ابحاث حكومية لاختيار البرنامج الافضل من ترك مساحة للتعديل في الجرعات و توقيتها بحسب الظروف و فق ما سبق.

المصدر: النشرات العلمية للمنظمة العالمية (FAO)


									
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.