مرض النيوكاسل
هو عبارة عن مرض فيروسي شديد العدوى يمكن ان يصيب الدجاج بجميع الاعمار. يمكن ان يصيب مرض النيوكاسل بالاضافة للدجاج كلا من الرومي و الحمام و البط و طيور اخرى.
قليلا ما يشخص المرض في البط لكنه سبب محتمل لمشاكل انخفاض انتاج البيض و مشاكل الاخصاب.
العامل المسبب لمرض النيوكاسل: ينتج المرض عن الاصابة باحد انواع الفيروسات يطلق عليه اسم فيروس مرض النيوكاسل او الباراميكسوفيرس 1. يعتبر الفيروس مختلف الامراضية أي يمكن ان يسبب الفيروس درجات مختلفة من الاصابة و اعراضا مختلفة قد تكون عصبية او تنفسية او هظمية او تناسلية.
غالبا ما تكون نسبة الاصابة بالفيروس عاليا جدا في القطيع اما نسبة النفوق فمن الممكن ان تتراوح بين 0 – 100 بالمائة.
و غالبا ما تترافق نسب النفوق المرتفعة مع الاصابة بالشكل الشديد الامراضية للفيروس (الفيلوجينيك) في القطعان غير المحصنة او المحصنة بشكل سئ.
يتواجد للفيروس العديد من العترات المختلفة التي يمكن تصنيفا تبعا للضراوة (القدرة الامراضية) الى ثلاث انواع او ثلاث انماط:
اولا. عترات شديدة الامراضية (فيلوجينيك):تنتشر بشكل سريع في القطيع و تسبب اعراض عصبية و تنفسية شديده وتحدث نسب نفوق تزيد عن 90 بالمائة.
ثانيا. عترات متوسطة القدرة الامراضية (ميزوجينيك): تسبب ارعاض متوسطة الشده مثل السعال كما تؤثر في نوعية البيض المنتج و تحدث نسب نفوق تزيد عن 10 بالمائة.
ثالثا. عترات ضعيفة الامراضية (لنتوجينيك): تسبب اعراض خفيفة و تحدث نسب نفوق قليلة جدا.
من الممكن ان نميز 4 اشكال للاصابة تبعا لامراضية الفيروس او نوع العترة المسسببة للمرض:
- الشكل الحشوي شديد الامراضية: ويمكن ان يسمى ايضا ببعض الاحيان بالشكل الاسيوي او الشكل الشديد او الشكل الشاذ للنيوكاسل و هذا الشكل شديد الامراضية في الدجاج و اقل امراضية بالنسبة للرومي.
- الشكل العصبي الشديد الامراضية: شكل حاد و قاتل للدجاج بجميع الاعمار و يسبب مجموعة من الاعراض العصبية و بعض الاعراض التنفسية مع غياب الاعراض المعوية.
- الشكل المتوسط الامراضية: يشاهد النفوق و الاعراض العصبية في الطيور البالغة و هذا الفيروس يستخدم في بعض الاحيان لتصنيع اللقاح الخاص بالطيور الممنعة او التي تمتلك قدر معين من الاجسام المضادة (لديها مناعة مسبقة).
- الشكل الخفيف الامراضية: يسبب المرض بشكل خفيف و ببعض الاحيان يمر بشكل تحت اكلينيكي و يمكن لهذا الفيروس ان يصيب الطيور بجميع الاعمار و غالبا ما تستخدم هذه العترات لتصنيع اللقاحات.
يمكن ان يدخل الفيروس للمزرعة من خلال العديد من الطرق و بالتالي احداث المرض في القطيع و من اهم طرق العدوى يمكن ان نذكر:
- الزوار.
- الغبار و الهواء.
- الادوات الملوثة.
- المعدات الملوثة.
- الطيور البرية.
يحدث انتقال الفيروس غالبا بشكل افقي للطيور و لكن العدوى العمودية من الامهات للطيور يمكن ان تحدث من خلال انتقال العدوى للطيور الحديثة الفقس في المفرخ من خلال قشرة البيض الملوثة بالفيروس.
يمكن للفيروس ان يعيش لفترات طويلة بوجود درجات الحرارة المناسبة و خصوصا ضمن الزرق و المواد العضوية و من الممكن ان يستمر بقاء الفيروس في الحظائر لمده تزيد عن 12 شهر. يعتبر الفيروس الى حد كبير حساس للمطهرات و المعقمات و لاشعه الشمس. و من الممكن تعطيلة بدرجة حرارة 56 درجة مئوية لمده 3 ساعات او بدرجة 60 لمده 30 دقيقة. كما يعتبر الفيروس حساس للحموضة و الفورمالين و الفينول.
طرق انتقال فيروس مرض النيوكاسل يمكن ان نميز ثلاث مصادر للفيروس :
- مصدر خارجي : الفيروس في هذه الحالة قادم من مصدر خارجي قد يكون مزرعة اخرى او طيور برية او نتيجة ادخال مواد ملوثة.
- مصدر داخلي : في هذه الحالة يكون مصدر الفيروس داخل المزرعة و ذلك نتيجة لاستخدام معدات و مواد ملثة من قطعان سابقة او نتيجة عدم التطهير و التنظيف الجيد.
- مصدر عمودي من المفرخ: قليل الحدوث لكنه غير مستبعد في حال المعاملة السيئة في المفرخ و عدم الاهتمام بالتنظيف والتعقيم و تحصين الامهات.
ينتقل فيروس النيوكاسل بشكل اساسي من خلال التماس المباشر بين الطيور المصابة و الطيور السليمة (مفرزات الجسم) حيث يتم طرح الفيروس من خلال الزرق و الافرازات المختلفة (الانف, العين, الفم). يتميز فيروس النيوكاسل بقدرة عالية على الانتقال للطيور السليمة (القدرة على العدوى) حيث ينتشر بسرعة في القطيع.
و من الممكن ان ينتقل الفيروس الى المزارع الخالية بعدى طرق منها:
- الادوات و المعدات الملوثة بالفيروس: قد تكون هذه المعدات منقولة من حظائر اخرى او معدات لم يتم تنظيفها و تعقيمها عند نهاية دورة التربية السابقة.
- الالبسة و الاحذية: عندما يتم انتقال العمال او المشرفين على الحظائر من مزرعة لاخرى بدون تغيير الملابس و الاحذية.
- الطيور البرية.
- الغبار والهواء الملوث : عند وجود مسافات قريبة بين حظيرة و اخرى.
- الاعلاف و المياه الملوثة: من قطعان سابقة او من طيور برية او من المصدر.
يمكن للفيروس ان يحتفظ بحيويتة لعدة اسابيع في البيئة الرطبة والدافئة و خصوصا بوجود الريش و المواد العضوية كزرق الطيور بالمقابل يمكن تخريب الفيروس بتعرضة لاشعة الشمس او الجفاف.
الاعراض الظاهرية للاصابة
تتراوح فترة الحظانة بين 2-15 يوم.
تعتبر الامراض متغيرة و مختلفة بشكل كبير تبعا لعده عوامل منها:
– العترة الفيروسية المحدثة للمرض و قدرتها الامراضية.
– مقدار الجرعة المعدية الداخلة لجسم الطائر (كمية الفيروسات).
– الحالة المناعية للطائر بشكل عام.
– مستوى الاجسام المناعية في الطيور الملقحة سابقا ضد المرض.
– الحالة العامة للقطيع من تغذية و عوز فيتامينات و…الخ.
– وجود امراض اخرى في القطيع.
– عمر الطيور المصابة.
و بشكل عام يمكن ان تشاهد الاعراض التالية:
اعراض عامة
– نفوق مفاجئ في القطيع.
– سوء الحالة العامة للطيور المصابة.
– فقدان الشهية لتناول الاعلاف.
– اسهال مائي (غالبا بلون فوسفوري يكون على اغلب الاحيان مميز للنيوكاسل).
– انتفاخ الانسجة حول العين و الرقبة (تتشابة الاعراض هنا مع العديد من الامراض وبخاصة الانفلونزا).
اعراض تنفسية
– سعال
– عطاس
– صعوبة تنفس
اعراض عصبية
– شلل.
– التواء الرقبة و الراس.
– رجفان عضلي.
يلاحظ في الدجاج المنتج للبيض بالاضافة للاعراض السابقة ما يلي:
– انتاج بيض مشوه (ذو قشرة غير طبيعية).
– انخفاض شديد بانتاج البيض.
– حدوث القلش.
في حال الاصابة الحادة يظهر النفوق بشكل مفاجئ و حاد و في البداية لا يبدو على الطيور الاخرى ايه اعراض مرضية.
يظهر في بعض الحالات على الطيور المحصنة بشكل جيد اعراض خفيفة قد تكون تنفسية او هظمية ثم يتبعها بعد 7 ايام اعراض عصبية و بشكل خاص التواء في الرقبة.
يجب الانتباه الى ان الاعراض تختلف حسب العترة الفيروسية المسببة للنيوكاسل و من الممكن ان يظهر عرض او اكثر في نفس الطائر المصاب.
الاعراض التشريحية
يمكن ان تختلف ايضا الاعراض التشريحية بشكل كبير بحسب العترة الفيروسية و شده الاصابة و من الممكن ان نلاحظ بشكل عام :
– التهاب الاكياس الهوائية.
– التهاب الرغامى.
– لويحات نخرية في المعده الغدية و الامعاء و لوزتي الاعورين.
– نزف في المعده الغدية.
– افات معوية تشاهد بشكل اساسي في الشكل الحشوي.
في الحالات الحاده للاصابة او فوق الحاده (اليوم الاول من الاصابة). تكاد لا تظهر الاعراض التشريحية
التشخيص
يمكن ان يتم التشخيص المبدئي لمرض النيوكاسل بالاعتماد على المعطيات الظاهرية و التشريحية للطيور المصابة و الطيور النافقة.
يتم تاكيد التشخيص من خلال الاختبارات المخبرية المصلية و عزل العامل المسبب بالاضافة للاختبارات البيولوجية (كشف المادة الوراثية الفيروسية باختبار البي سي ار).
يجب ان يتم التشخيص التفريقي لمرض النيوكاسل عن كل من :
– البرونشيت (التهاب القصبات المعدي).
– التهاب الحنجرة والرغامى المعدي.
– الكوريزا المعدية.
– انفلونزا الطيور.
– الامراض النزفية (المسببة للنزف).
– التهاب الدماغ و النخاع الشوكي: بسبب الاعراض العصبية الملاحظة في المرضين.
– حدوث التسمم.
– الاصابة بالفيروسات الرؤية او الاصابات الرؤية.
المعالجة
بما ان المرض فيروسي فان العلاج غير ممكن و لكن يمكن استخدام المضادات الحيوية للتحكم بالعدوى البكتيرية الثانوية عند حدوثها.
الوقاية
تتم الوقاية من مرض النيوكاسل باتباع برامج الامن الحيوي بصرامة شديده كون فيروس النيوكاسل واسع الانتشار و شديد العدوى أي له مقدرة كبيره على الانتقال من حظيرة لاخرى و من منطقة لاخرى بالطرق المختلفة.
يعتبر التحصين الطريقة الوحيده لمنع حدوث المرض في القطيع و لابد من اجراء الفحوصات اللازمة لمعايرة الاجسام المناعية الناتجة عن عملية التحصين للتاكد من فعالية عملية التحصين و بشكل خاص في قطعان الامهات المنتجة لبيض التفريخ.
ان عملية التحصين في قطيع الامهات تمتلك اهمية خاصة و كبيرة لان الهدف من تحصين الامهات هو هدف مزدوج:
– حماية الامهات من الاصابة بالفيروس.
– حماية الطيور الفاقسة عنها من خلال المناعة الامية التي تنقلها للطيور الفاقسة عنها.
غالبا يتم استخدم المعايرة المصلية للاجسام المناعية في الامهات لتتاكد من فعالية و مستوى الاجسام المناعية.
يجب ان يتم التحصين بلقاح ذو جدوى عالية باحداث المناعة و معامل بالطرق الصحيحة من حفظ و نقل حتى وصولة الى المزرعة.
برامج التحصين تعتمد على المناعة الامية و الوضع الصحي للقطيع و جدول اللقاحات العام للقطيع و لكن .. غالبا ما يتم التحصين على الشكل التالي في قطيع دجاج التسمين:
– لقاح اول : بعمر يوم واحد باستخدام عترة هتشنر 1.
– لقاح ثاني: بعمر 14 يوم باستخدام لقاح كلون.
– يمكن ان يتم اعاده تحصين بعترة لاسوتا بعمر 28-40 يوم في حال وجود خطر الاصابة وتربية الطيور لاعمار متقدمة.
و من الممكن ان يتم التحصين في اليوم السابع (H1) و يعاد بعمر 18 يوم بعترة كلون ثم لاسوتا بعمر 28 يوم.
يمكن ان يتم التحصين من خلال مياه الشرب او الرش.
يفضل اجراء التحصين عن طريق الرش مع الانتباه الى الوصول الى اعلى مناعة ممكنة مع اقل رد فعل سلبي (نتيجة اللقاح). تستخدم اللقاحات المعطلة في تحصين الدجاج المنتج للبيض للحصول على مناعة طويلة الامد و متوازنة في القطيع.
يمكن ان تلاحظ بعد التلقيح ظهور اعراض ثانوية للقاح تتمثل بما يلي:
– حدوث التهاب ملتحمة.
– سعل او عطاس.
– التواء رقبة في بعض الطيور.
و من الممكن ايضا ان تلاحظ بعض الاعراض التشريحية عند اجراء الصفة التشريحية للطيور.
يجب الانتباه الى ان التحصين يطبق على الطيور الخالية من جميع الامراض و العوامل الممرضة و بشكل خاص الاصابة بالميكوبلازما غاليسيبتيكوم.
د.محمد المسالمه