مع اقتراب فصل الربيع يزداد اعتماد المربي على الاعلاف الخضراء و الحشائش (الفصة – البرسيم) و ذلك من اجل
توفير الاعلاف الخضراء ضرورة حتمية لتغذية الحيوان وتعتبر الاعلاف الخضراء الغذاء المناسب للمجترات حيث ان هذه الاعلاف تتمتع بعدة ميزات مهمة من حيث تغذيتها.
ان هذه الاعلاف مصدرا للعناصر الغذائية الاساسية التي يحتاجها الحيوان حيث انها قادرة على تزويد الابقار والاغنام بحوالي 75% من احتياجاتها من البروتين فيما اذا كانت هذه الاعلاف من البقوليات , وفي اذا كان هذا العلف مقدما شكل سيلاج فأنه قادر على تزويد 40-50 % من الطاقة المطلوبة له.
ان الاعلاف الخضراء تكون مصدرا للألياف في الخلطات المقدمة للأبقار والأغنام وأن هذه الألياف ضرورية لتحسين الكمية المأكولة في الحيوان المجتر لأنها تزيد من المضغ و الاجترار وتحريض الكرش والتحسين من أيضا في استساغة الخلطة كما تتميز محاصيل الاعلاف البقولية مثل البرسيم بأنها وفيرة المحصول غنية بالطاقة والبروتين تتميز محاصيل الاعلاف الحولية بتعدد الحشات و بمجموعها الجذر.
الاعلاف الخضراء والموارد المائية مناسبة للأبقار والأغنام , لأن الجهاز الهضمي لهذه الحيوانات هو جهاز تخميري هائل . ان هذه المواد تقلل من سرعة انتاج الأحماض الدهنية المتطايرة مما يؤدي الى التقليل من حدوث بعض الأمراض كالحموضة والتي ان حدثت تؤدي الى حدوث التخمة لدى البقرة وامتناعها من الأكل , ان هذه المواد أيضا تشجع الاجترار والمضغ وانتاج اللعاب المتواجد بكميات جيدة في البايكربونات المانعة للحموضة والانتفاخ وأن عدم الحد من الحموضة قد يؤدي الى حدوث أمراض أخرى كالعرج في الأبقار فيما اذا استمرت الحموضة لمدة طويلة وان الحموضة والعرج مرضيين مرتبطين بالتغذية الزائدة بالمركزات ويمكن الحد منها على الأعلاف الخضراء .
زراعة الأعلاف الخضراء تقلل من التكلفة الاقتصادية لمشروع الابقار والاغنام , خاصة بوجود مزارع ابقار ذات اعداد كبيرة تملك اراضي ومصادر مياه رخيصة.
ان انتاج الاعلاف الخضراء تؤدي الى استدامة الانتاج الحيواني حيث أن وجود أعلاف بشكل مستمر يؤدي الى عدم حدوث في تزويد الابقار بما تحتاجه وانتاج الحليب واللحم وانتاج البروتينات المطلوبة غذائيا للمجتمع وهذا ما يبقي هذه الزراعة والاراضي التي عليها بحالة جيدة ومستمرة للأجيال
كما ان زراعة الاعلاف وخاصة البقولية يحافظ على خصوبة التربة حيث ان هذه النباتات تقوم بتثبيت النيتروجين الجوي واستعماله لنمو النباتات , اضف الى ذلك ان السماد العضوي الذي تنتجه المجترات يعتبر غنيا بالازوت حيث ان وضع روثها بالارض يؤدي الى تحسين التربة وزيادة خصوبتها , وتؤدي الى زيادة المادة العضوية فتحسن خواصها الكيماوية والحيوية بالاضافة الى انها تزيد من حاصل المحاصيل التي تعقبها كذلك فان محصول البرسيم المصري يعتبر من المحاصيل التي تزرع من اجل استصلاح التربة الملحية والقلوية .
و لكن هنالك مجموعة من النقاط التي يجب الانتباه لها في حال الاعتماد على الاعلاف الخضراء في التغذية.
من الامور الهامة التي يجب ان ينتبه لها المربي خلال الفترة المقبلة (فترة الربيع) هو التغذية على الحشائش او الرسيم او الاعلاف الخضراء.
يجب ان نتجنب التغذية على البرسيم و الاعلاف الخضراء الغضة و في الصباح الباكر حيث تكون حبات الندى لم تجف و تشكل كمية كبيرة من الرطوبة على الاوراق.
يجب الانتباه الى ان الحيوانات المعدة للتسمين يجب ان تقتصر تغذيها في الاعلاف الخضراء على كميات محدودة و مدروسة و عدم تركها للرعي الطلوق و ذلك لان عملية التسمين تعتمد على الاستفادة من الاعلاف الركزة التي يتم تقديمها للعجول و خراف التسمين و ان تقديم البرسيم و خصوصا في الحشات الاولى يسهم في التقليل من فائدة الاعلاف المركزة التي تم تقديمها.
وذلك لان نسبة الماء (الرطوبة) في الاعلاف الخضراء مرتفعة جدا و بالتالي فان مرورها في الكرش و القناه الهضمية للحيوان يكون سريع (ليونه المحتويات) و هذا يؤدي الى ضعف في عملية التخمير و الهضم و التحويل العلفي كما ان المواد العلفية المركزة تصبح قليلة المحتوى بالمقارنة بكميات الاعلاف الخضراء مما يعجل في مرورها في القناه الهضمية قبل ان تتعرض للانزيمات و الخمائر اللازمة لتفكيك محتوياتها للعناصر الغذائية الهامة و بالتالي يتم فقد كبير في القيمة الغذائية.
اضف الى ذلك ان البرسيم او الحشائش غير متوازنة من ناحية المعادن حيث تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم و نسبة قليلة من الفوسفور و بالتالي لابد من تعويض نقص الفوسفور عند التغذية على اعلاف خضراء من خلال الاضافات العلفية و تقديم الردة (النخالة) لانها غنية بالفوسفور.
يمكن تقديم البرسيم و الاعلاف الخضراء للحيوانات (عجول – عجلات – خراف) قبل البدء بمرحلة التسمين اي قبل البدء بتقديم علائق التسمين و لكن يشترط دائما تقديم التبن و القش الى جانب البرسيم للتقليل من نسبة الرطوبة في مجمل العليقة كما يفضل تجفيف البرسيم و الاعلاف الخضراء بشكل جزئي قبل تقديمها.
كما ان تقديم البرسيم للإناث بكميات كبيرة قد يسبب خلل هرموني في هرمونات الخصوبة و ذلك لأنه غني بمواد شبيهه بالاستروجينات.
و بالتالي لابد من :
- تقنين كميات البرسيم المقدمة و تحديد الكمية حسب العمر و الجنس و الهدف من التربية.
- العمل على تجفيف البرسيم و الاعلاف الخضراء قبل تقديمها للحيوانات.
- عدم تقديمها رطبة (رطوبة جوية) لان ذلك قد يحدث خلل في الجهاز الهضمي و نفاخ قد يكون قاتل.
- يجب تقديم الردة مع البرسيم من اجل تعويض نقص الفوسفور.
- يجب تقديم اعلاف جافة مثل التبن و القش من اجل تخفيف نسبة الرطوبة في العلفة و التقليل من سرعة حركة المحتويات ضمن القناه الهضمية للحيوان و بالتالي الاستفادة الاكبر من الاعلاف المقدمة.
- تجنب الحشات الاولى من البرسيم و الحشائش و الاعلاف الخضراء الاخرى و العمل على تجفيفها بشكل جيد ويمكن استخدامها كفرشة في ارض الحضيرة او في تحضير السيلاج.
- تجنب التغذية على اعلاف خضراء مبللة بحبات الندى.